اقرأ ورتل

إن الإنسان الشغوف لسماع القرآن الكريم والاستمتاع به، يتتبع دائماً القرّاء المتميزين أينما كانوا، فقد يذهب إلى أبعد المساجد من أجل إشباع رغبته بجرعة من كلام الله يرتلها أجمل الأصوات.
فالأصوات العطرة يلتف حولها المصلون وتجذبهم؛ تماماً كما تلتف الفراشات حول الزهور اليانعة مرتشفات من رحيقها، وقد يستهوي الفراشة أن تزور في كل بستان زهرة للاستمتاع برحيقها، فكيف إذن لو أن بستان واحد يضم العديد من الزهور امتازت بطيب رحيقها.
هكذا أرى مسجدي "شرق المدينة"، بستان حباه الله بعدد من الزهور التي لا يختلف على بهائها وجمال رحيقها اثنين فانجذبت لها الفراشات من كل حدب وصوب.
القارئ الشيخ خالد البراوي إمام المسجد والقارئ عمرو إبراهيم والقارئ أحمد حجازي، وغيرهم ممن لا تسعفني ذاكرتي المتواضعة بأسمائهم، عندما أراهم وقد التف حولهم المصلين، وأتوا من أقصى المدينة للاستمتاع بقراءاتهم، أشعر بأن الدنيا لازالت بخير، وأن أمة محمد لازالت تنجب الأخيار، شباب اصطفاهم الله لحمل كتابه الكريم وحباهم بأصوات رخيمة رائعة، زهور تزدان بها روضة "شرق المدينة".
بارك الله لهم وجعلهم قدوة وعنصر جذب لشباب آخرين لا يستهويهم سماع القرآن ولا حتى السجود للرحمن، يجولون في الطرقات بحثاً عن الملذات، لا يفصلهم عن "الفراشات" إلا جدار المسجد، اسودت قلوبهم ووجوههم من فرط اقترافهم الذنوب، فهم كالذباب ينجذب لكل ما هو سيئ ونكد.
اللهم اهد شباب المسلمين ونساءهم، وكل شيخ دب الشيب في رأسه ولحيته ولم يفق بعد.
هكذا وجدت نفسي جاراً لمسجد "شرق المدينة" بعد قرابة العشرين عاماً صليت فيها خلف أئمة المملكة العربية السعودية الأفاضل وامتلأ قلبي بحبهم وإجلالهم، لأعود فأجد في شباب وطني الخير كله وتجذبني زهور "شرق المدينة"، بارك الله لنا فيهم وزادهم إيماناً على إيمانهم فأنا والله أحبهم في الله جميعاً إلا أن الشيخ خالد البراوي له في قلبي النصيب الأكبر.
بارك الله لنا في القرآن العظيم

الكاتب: أيمن عجمي